حوار بين البحتري وأستاذه أبو تمام
:: عالم حواء :: الأسرة والأطفال
صفحة 1 من اصل 1
حوار بين البحتري وأستاذه أبو تمام
يصرح البحتري معترفا بجميل أستاذه أبو
تمام إذ يقول:
"كنت في حداثتي أروم الشعر وكنت
أرجع إلى طبع, ولم أكن أقف على تسهيل مأخذه ..... حتى قصدت أبا تمام, فانقطعت فيه
إلية واتكلت في تعريفه عليه, فكان أول ما قال لي:
يا أبا عبادة تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صفرُ من الغموم,
واعلم أن العادة في الأوقات
أن يقصد الإنسان لتأليف شيء أو حفظه في وقت السحر,
وذلك أن النفس قد أخذت حظها من الراحة, وقسطها من النوم,
فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقا
والمعنى رشيقا.
وأكثر من البيان الصبابة, وتوجع الكآبة,
فأشهر مناقبه, وأظهر مناسبة,
وأبن معالمه, وشرف مقامه ونضد المعاني واحذر المجهول
منها, وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الزريّه. وكن كأنك خيّاط يقطع الثياب على
مقادير الأجسام وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك,
ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب. واجعل
شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه, فإن الشهوة نعم المعين. وجملة الحال أن
تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضيين ,
فما استحسنه العلماء فاقصده, وما تركوه فاجتنبه ترشد إن شاء الله
تعالى".
تمام إذ يقول:
"كنت في حداثتي أروم الشعر وكنت
أرجع إلى طبع, ولم أكن أقف على تسهيل مأخذه ..... حتى قصدت أبا تمام, فانقطعت فيه
إلية واتكلت في تعريفه عليه, فكان أول ما قال لي:
يا أبا عبادة تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صفرُ من الغموم,
واعلم أن العادة في الأوقات
أن يقصد الإنسان لتأليف شيء أو حفظه في وقت السحر,
وذلك أن النفس قد أخذت حظها من الراحة, وقسطها من النوم,
فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقا
والمعنى رشيقا.
وأكثر من البيان الصبابة, وتوجع الكآبة,
فأشهر مناقبه, وأظهر مناسبة,
وأبن معالمه, وشرف مقامه ونضد المعاني واحذر المجهول
منها, وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الزريّه. وكن كأنك خيّاط يقطع الثياب على
مقادير الأجسام وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك,
ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب. واجعل
شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه, فإن الشهوة نعم المعين. وجملة الحال أن
تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضيين ,
فما استحسنه العلماء فاقصده, وما تركوه فاجتنبه ترشد إن شاء الله
تعالى".
:: عالم حواء :: الأسرة والأطفال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى